أكد السفير الدكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة الدول الصناعية السبع الكبرى G7 بفرنسا وفي قمة "التيكاد7" باليابان بالتتابع خلال أسبوع واحد ستتيح فرصة مهمة للتشاور مع قادة الدول الكبرى، وكذلك لنقل هموم وقضايا وتحديات العمل الأفريقي في أهم منتديين اقتصاديين وتنمويين على المستوى الدولي.
وقال السفير محمد حجازي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة إن قمتي "الدول السبع" و"تيكاد7 " ستقدم مصر، وبعد برنامج إصلاح اقتصادي جاد، كفرصة استثمارية واعدة، وهو ما يحقق العديد من المكاسب سواء على مستوى اجتذاب الفرص المتاحة للاقتصاد المصري أو الاستفادة من نتائج أعمال القمتين في دعم العلاقات الثنائية أو الاقتصاد المصري بشكل عام.
وحول قمة رؤساء دول و حكومات "مجموعة السبع" التي تستضيفها مدينة بياريتز الفرنسية غدا السبت ولمدة 3 أيام بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال إن هذه القمة تحمل عنوانا مهما وهو "التكافؤ والمساواة"، وذلك في توقيت بالغ الأهمية يحتاج فيه العالم اليوم إلى تبني هذا المفهوم على المستوى الاقتصادي الدولي، أي تحقيق عدالة في النظام الاقتصادي العالمي والمساواة بين الاقتصاديات وإتاحة الفرص للاقتصاديات الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية ونقل التكنولوجيات والمساواة في الحصول على فرص الحياة والتعليم والصحة والمساواة في فرص الهجرة الشرعية.
وتابع: "كل هذه القضايا ستكون محلا للبحث أمام قمة مجموعة السبع في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الدولية العديد من الاضطرابات والقلاقل، لا سيما بسبب السياسات الأمريكية الحمائية والتي تبعد عما استقر في المنظومة الدولية من التعددية والتشاور والبحث عن الحلول بشكل جماعي إلى الانفرادية والانعزالية والبحث عن المصالح الوطنية الشعبوية الضيقة".
ورأى أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرض العقوبات الاقتصادية والإجراءات الجمركية الفجة على شركائه حتى في أوروبا، فضلا عن حربه التجارية مع الصين والعقوبات المفروضة على روسيا والسياسات التي يتبعها مع أقرب حلفائه حتى في كندا والمكسيك وبناء الأسوار، قد أدت إلى اضطراب المشهد السياسي، علاوة على ما تشهده أوروبا ذاتها حاليا من انقسامات لا تجعل لمجموعة السبع نفس الموقف الموحد كما كان من قبل، لافتا إلى استقالة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الثلاثاء الماضي، وإلى حالة الاضطراب التي تسببها بريطانيا بسبب خروجها من الاتحاد الأوروبي وإمكانية الخروج دون اتفاق من منظومة الاتحاد الأوروبي مما يعرض الاتحاد وبريطانيا إلى مخاطر عديدة، بجانب استمرار مشكلات مثل الهجرة والإرهاب.
وشدد على أنه لا تزال أيضا هناك قضايا ملحة واجبة التشاور منها قضية التوتر الذي تشهده منطقة الخليج وممرات الملاحة الدولية، بالإضافة إلى استمرار النزاعات في الشرق الأوسط بسوريا وليبيا واليمن، موضحا أنها كلها أمور تحتاج إلى رؤية جماعية متناسقة ومساع مشتركة.
ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيس السيسي سيسعى خلال مشاركته في (قمة بياريتز) إلى التأكيد على أهمية قضايا السلم والأمن وكذلك قضايا التنمية والصناعة في القارة الأفريقية، وضرورة إتاحة الفرصة أمام أفريقيا ودوّل العالم الثالث لنظام اقتصادي عالمي أكثر استقرارا وعدالة من أجل تحقيق التنمية ومواجهة مخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وقال السفير محمد حجازي: "سيكون هناك أيضا فرصة خلال قمة (مجموعة السبع) لمشاورات ثنائية مصرية مع القادة المشاركين ومؤسسات التمويل"، مشيرا إلى أنها كلها أمور تصب في مصلحة الاقتصاد المصري، لا سيما أن مصر تشارك اليوم في هذه المنتديات الدولية بعدما تحملت مسئوليتها في مجال الإصلاح الاقتصادي وتعد أهم الواجهات الاستثمارية في الأسواق الناشئة والأقرب إلى التلاقي مع طموحات الشركات الراغبة في الاستثمار الجاد والآمن بحكم ما لديها من بيئة تشريعية وقوانين استثمار وبنى تحتية حديثة بالإضافة لتوفيرها مصادر الطاقة والبنية المصرفية والبنكية الحديثة، وكلها تؤهل مصر لاستقطاب المزيد من المشروعات التنموية الكبرى.
وفيما يتعلق بمؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية (تيكاد 7)، والذي تستضيفه مدينة يوكوهاما اليابانية في الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الجاري، وصف السفير محمد حجازي المؤتمر بأنه المحفل الأكبر في اليابان، حيث استضافت في دورته السابقة نحو 4500 مشارك ما يعكس أهمية هذا المحفل الذي يعقد هذا العام تحت عنوان "الشعوب والتكنولوجيا والتنمية"، موضحا أن هذا الشعار يؤكد حرص اليابان على تقديم خبراتها في مجال التنمية البشرية والاهتمام بقدرات الشعوب مع ما تملكه من قدرات تكنولوجية وفنية عالية يمكنها أن تسهم في الانتقال بعملية التنمية في أفريقيا إلى مستويات أرفع.
وأشار في هذا الصدد إلى الكلمة المهمة التي وجهها الرئيس السيسي إلى هذا المحفل الهام حيث أكد الرئيس أهمية التيكاد كمنتدى هام فريد من نوعه يعتني بقضايا التنمية في القارة الأفريقية ويؤكد عمق الشراكة المصرية اليابانية.
ولفت الدبلوماسي السابق إلى التنوع الكبير في أجندة المؤتمر الذي يضم العديد من الندوات تشمل تقريبا كل ما له علاقة بآفاق التنمية سواء كانت تنمية بشرية أو اقتصادية أو تنموية أو مالية أو اجتماعية أو صحية، بالإضافة إلى الاعتناء بقضايا البنى التحتية وتطوير المدن وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية ونقل التكنولوجيا والعمل المالي والمصرفي وعملية تطوير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وذكر أن "مؤتمر التيكاد" برهن دائما على أنه منتدى أقرب لعملية التنمية في أفريقيا ويعد شراكة أفريقية تنموية مع الحكومة اليابانية التي تقدم من خلال ذراعها التنموية "وكالة اليابان للتعاون الدولي (JICA)"الكثير من المكاسب لشعوب القارة الأفريقية.
وأضاف أن وكالة اليابان للتعاون الدولي (JICA) ترتبط أيضا بمصر بشكل لصيق حيث إن اليابان متواجدة بقوة على الساحة التنموية والسياسية والاقتصادية في مصر وقدمت العديد من المشروعات الكبرى والعلامات البارزة سواء في مجال التعليم كالجامعة اليابانية أو في المجال الثقافي كدار الأوبرا أو في المجال الاقتصادي من خلال مشروعاتها ومساندتها لمشروعات مصر الكبرى.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق - في ختام تصريحاته - إلى أن حجم العلاقات السياسية واللقاءات المتكررة على مستوى القمة بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تضع العلاقات المصرية اليابانية في مكانة متميزة.