بدأت الأجواء المتوترة للقمة بخبر "الهبوط الاضطراري" لطائرة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المتجهة إلى الأرجنتين، ما أجبرها على الهبوط بمطار كولونيا الدولي بعد خلل في منظومة اتصال الطائرة بالأرض.
اعترفت ميركل بخطورة العطل، مؤكدة أنها كانت تظن في البداية أن حدثاَ ما وقع في ألمانيا، لكنها أكدت على مواصلة رحلتها، لكنها ستصل بعد أن يبدأ زعماء دول العشرين مناقشتهم.
وبالرغم من سماء بيونس أيرس الصافية، وطقسها المشمس المعتدل، إلا أن السحب الغائمة للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين حلت على سماء المدينة، ما جعلت آراء أكثر المحللين السياسيين تفاؤلا لا تعدو عن سيناريو قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي "أبيك"، التي عقدت منتصف الشهر الحالى، حيث أدى الشد والجذب بين الولايات المتحدة والصين إلى عدم خروج بيان ختامي عن القمة.
خلافات ترامب الذي يحلو له رفع شعار "أمريكا أولا" لم تقف عند الصين، بل تعدتها إلى الشركاء الأوروبيين، الذين يختلفون مع سياساته الاقتصادية الرامية إلى فرض مزيد من الضرائب حول الشركات والمصانع الأوروبية، فضلا عن تصوراته الخاصة بالتغييرات المناخية، والتي أحدثت انفصالاً عن الإجماع الأوروبي.
وقد تجسدت أبرز صور هذا الخلاف بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، حين رفض ترامب التوقيع على البيان الختامي لقمة السبع التي عُقدت في مدينة كبيك الكندية في مايو الماضي.
وقد استهل ترامب القمة بإلغاء اجتماع كان مقررا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية حادث كيرتش بالبحر الأسود، حيث احتجزت البحرية الروسية عدة سفن أوكرانية، وقد أثر هذا الإلغاء حفيظة الكرملين الذي أعلن أسفه لذلك، مبررا هذا الإلغاء بسبب السياسة الداخلية للولايات المتحدة بغض النظر عن حادث كيرتش.
و يرى المراقبون أن هذه الاختلافات ربما لن تحقق شعار "الإجماع الدولى" الذى ترفعه القمة ، وأن تعدد رؤى "فرقاء مجموعة العشرين" لن يسفر إلا عن رقصات سياسية منفردة لن تتناسب مع موسيقى "التانجو" التى تصدح فى أرجاء العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس