كشف مصدر دبلوماسى أن السفير الأمريكى الجديد لمصر، جوناثان كوهين، سيغادر خلال أيام لتسلم عمله فى القاهرة، ذلك بعد أن أنهى عمله فى الأمم المتحدة كقائم باعمال السفير الأمريكى لدى المنظمة الأممية.
وبحسب المصدر الذى تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، فإن كوهين سيصل القاهرة خلال النصف الأول من أكتوبر الجارى، ليتولى عمله كسفيرا للولايات المتحدة بعد أكثر من عامين من رحيل السفير السابق روبيرت بيركروفت تولى خلالهما توماس جولدبيرج منصب القائم بأعمال السفارة إذ عمل فى ظل بيركروفت نائبا.
وحتى الأسبوع الماضى، كان كوهين يقود مؤقتا بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة منذ ديسمبر الماضى، وحتى تولت المنصب رسميا كيلى كرافت، قبيل أيام من انعقاد الجمعية العامة السنوية للمنظمة الأممية، الاسبوع الماضى.
وليس خفيا الدور الذى طالما لعبه السفراء الأمريكيون فى قضايا المنطقة وحتى الشئون الداخلية للدول، والمثال الأبرز على ذلك، تلك السفيرة الأمريكية التى أثارت غضب المصريين فى 2013 بتحالفها مع الإخوان فى مصر. فوسط غليان شعبى حيال حكم جماعة الإخوان فى يونيو 2013، لم تتورع السفيرة الأمريكية السابقة، آن باترسون، عن إعلان دعمها للجماعة الإرهابية، بل وصل الأمر إلى التجرؤ على القوات المسلحة المصرية ومخاطبتها بلهجة آمرة.
آن باترسون، التى لقبها المصريون بالـ"الحيزبونة"، فى إطار السخرية والغضب منها، لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت حتى بحق القوى المدنية والمعارضة، معلنة فى خطاب لها بمركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، نشر موقع CNN بالعربية مقتطفات منه وقتها، رفض بلادها لاحتجاجات المعارضة ضد المعزول محمد مرسى، لتدفع المصريين إلى رفع صورتها إلى جانب صورة "مرسى" فى الاحتجاجات المنددة بحكم الجماعة الإرهابية.
وبينما تنتظر كوهين، وهو دبلوماسى محترف يخدم بلاده منذ 33 عاما، العديد من الملفات المحلية والإقليمية، فإن شهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكى، يونيو الماضى، خلال جلسة الاستماع التى سبقت التصديق على تعيينه سفيرا لبلاده فى القاهرة، تكشف الكثير عما يؤمن به السفير الجديد من حساسية وأهمية العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.
وأشار السفير الأمريكى إلى أن العلاقة الإستراتيجية الأمريكية مع مصر أمر حاسم لمصالح الأمن القومى الأمريكى، مضيفا: "تتأثر الولايات المتحدة بالتأثير الجيوستراتيجى لمصر على الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية الإقليمية، ووزنها الديموغرافى كأكبر بلد عربى من حيث عدد السكان لتمثل ما يقرب من ربع سكان العالم العرب.
خلال شهادته، انتقى كوهين أوصاف دقيقة فى الإشارة لمصر، تحمل الكثير مما يعيه من أهمية وثقل لها، فقال إنها تعد نموذجًا للتعاون والاستقرار الإقليميين، بل أضاف أن مصر يمكن أن تكون قوة قوية من أجل الخير فى الشرق الأوسط وأفريقيا. وأشار إلى أنها شريك رئيسى فى مواجهة التهديدات الإرهابية للولايات المتحدة وحلفائنا لافتا إلى ما تواجهه مصر من تهديدات خطيرة على طول الحدودها مع ليبيا وفى سيناء، متعهدا بمواصلة وتعزيز الشراكة بين البلدين فى مكافحة الإرهاب.
أثنى كوهين أيضا على ما اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسى من "إجراءات جريئة بشأن إصلاحات اقتصادية صعبة ولكنها ضرورية من شأنها أن توفر للشركات الأمريكية والمستثمرين فرصًا أكبر فى مصر" بحسب قول الدبلوماسى الأمريكى الرفيع.
وقال "سأشجع مصر على مواصلة تنفيذ الإصلاحات التى تجعل ممارسة الأعمال التجارية فى مصر أسهل، وسأشجع المزيد من الشركات الأمريكية على التجارة والاستثمار فى مصر لأن هذه التغييرات تخلق مناخًا استثماريًا مفتوحا".
ومن بين أحدث تعليقات لكوهين قبل مغادرته الأمم المتحدة، تعلقت بمسلمى الإيجور فى الصين، إذ أعرب عن قلق عميق لدى الولايات المتحدة إزاء ما وصفه "محنة أكثر من مليون مسلم من أقلية الإيجور العرقية فى إقليم شينجيانج الصينى" الذين تحتجزهم السلطات الصينية فى معسكرات بداعى إعادة تأهيلهم فى مواجهة مكافحة الإرهاب.
وقال كوهين إن "الصين، شأنها شأن جميع الدول، لها كل الحق فى الرد على التهديدات الإرهابية الفعلية، لكن لا يمكن استخدام مكافحة الإرهاب كذريعة لقمع الممارسات الدينية السلمية للمسلمين الصينيين ومجموعة أقلية بأكملها".