غيّر السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، وهو أحد أشد المنتقدين لانسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، من لهجته وذكر أنه يعتقد الآن أن "الحلول التاريخية" ممكنة، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب "يفكر خارج الصندوق".
قال السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام إنه يعتقد الآن أن "الحلول التاريخية" ممكنة في شمال شرق سوريا ليتراجع عن موقفه بعد أن كان أحد أشد معارضي قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من تلك المنطقة. وتابع غراهام في مقابلة مع قناة تلفزيون فوكس نيوز أن محادثة أجراها مع ترامب في نهاية الأسبوع عززت تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل يضمن أمن تركيا وأمن الأكراد واحتواء مقاتلي تنظيم "داعش". وأضاف "يزداد تفاؤلي بأننا نستطيع الوصول إلى بعض الحلول التاريخية التي استعصت علينا لسنوات إذا لعبنا أوراقنا على الوجه الصحيح".
وقال غراهام إن ترامب مستعد لاستخدام القوات الجوية الأمريكية مشيراً إلى أن استخدام القوات الجوية يمكن أن يساعد في ضمان ألا يخرج مقاتلو تنظيم "داعش" في المنطقة من مخابئهم.
وقال غراهام إنه يعتقد أن الولايات المتحدة والقوات الكردية المتحالفة مع واشنطن منذ فترة طويلة يمكنهما تأسيس مشروع تحديث حقول النفط السورية، مع تدفق الإيرادات إلى الأكراد. وأضاف غراهام "الرئيس ترامب يفكر خارج الصندوق". وأكد السناتور الجمهوري البارز على أن ترامب "يقدر ما فعله الأكراد"، مردفاً أن الرئيس يريد من التأكد من عدم عودة "داعش".
قوات أمريكية تنسحب من سوريا إلى العراق
واليوم الاثنين (21 تشرين الأول/أكتوبر 2019) قال شهود من رويترز إن قوات أمريكية دخلت العراق من سوريا عبر معبر سحيلة الحدودي في محافظة دهوك بشمال العراق. وأظهرت لقطات مصورة لرويترز مدرعات تحمل قوات إلى العراق في إطار الانسحاب الأمريكي من سوريا. وشاهد مصور من رويترز أكثر من 100 مدرعة خلال عبورها. وأبلغ مصدر أمني كردي عراقي رويترز أن القوات الأمريكية عبرت إلى منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر صرح أمس بأن كل القوات الأمريكية التي ستغادر سورية ستتوجه إلى غربي العراق وفقا للخطة الحالية. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تستبعد فكرة تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب في سورية من داخل العراق.
"قوات سوريا الديموقراطية" تنسحب من رأس العين
على صعيد متصل، انسحب مقاتلو "قوات سوريا الديموقراطية" بشكل كامل أمس الأحد من مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية وفصائل سورية موالية لها بموجب اتفاق أميركي تركي لوقف إطلاق النار.
وبعد ظهر الأحد، شاهد مراسل وكالة فرانس برس في رأس العين خمسين سيارة على الأقل بينها سيارات إسعاف أثناء مغادرتها مستشفى في المدينة يشكل خط تماس بين القوات التركية وحلفائها من جهة وبين "قوات سوريا الديموقراطية" من جهة ثانية.
وقال المراسل إن القافلة التي ضمّت شاحنات صغيرة من طراز بيك آب، أقلّت عشرات المقاتلين بلباس عسكري وعبرت قرب نقاط لمقاتلين سوريين موالين لأنقرة أطلقوا هتافات احتفالاً بالانسحاب. وشاهد ألسنة النيران تتصاعد من المستشفى بعد وقت قصير من انطلاق القافلة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان انسحاب قوات سوريا الديموقراطية بشكل كامل من المدينة التي حاصرتها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها أياماً عدة.
وقال متحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية كينو كبريئل في بيان: "في إطار اتفاق الوقف المؤقت للعمليات العسكرية مع الجانب التركي وبوساطة أميركية، تمّ اليوم إخلاء مدينة رأس العين من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل. لم يعد لدينا أي مقاتلين داخل المدينة".
وينص اتفاق توصل إليه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أنقرة الخميس على "تعليق" كل العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا خلال120 ساعة يفترض أن تنتهي الثلاثاء، على أن ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة عازلة" بعمق32 كيلومتراً، لم يتم تحديد طولها.
ومن المفترض، وفق الاتفاق، أن تتوقف العملية العسكرية التركية التي بدأت في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، "نهائياً ما إن يتم إنجاز هذا الانسحاب".