في خطوة جديدة نحو دعم وتعزيز التواجد المصري في القارة السمراء، كشف رئيس جهاز التمثيل التجاري أحمد عنتر، عن مفاوضات بين الحكومة في مصر وجيبوتي لتخصيص مساحة أرض لإقامة منطقة لوجيستية كبرى، لتعزيز التجارة البينية مع أفريقيا، خلال اجتماع لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين، والتي يرى خبراء أنها تحمل دلالات وأهمية أبعد وأعمق من التنمية التجارية.

وانتهجت مصر خلال السنوات الماضية سياسة إنشاء المناطق اللوجيستية في الدول الأفريقية، حيث أنشأت مصر عدة مراكز لوجيستية في عدد من دول القارة السمراء، مثل كينيا وتنزانيا وإريتريا والصومال، لمزيد من التعاون والتبادل التجاري، وتعزيز التواجد المصري في أفريقيا.

الدكتور عادل النبهان، الخبير في الشأن الإفريقي، قال إن إنشاء منطقة لوجيستية في دولة جيبوتي يحمل دلالات وأهمية أعمق كثيرًا من الفائدة والعائد التجاري، لافتًا إلى أن المنطقة المحتملة تدعم التواجد والنفوذ المصري في منطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى الصومال وإريتريا.

وأضاف النبهان ، أن الموقع المتميز لجيبوتي يزيد من أهمية المنطقة المحتملة، لأنها تطل على مضيق باب المندب، والذي يعتبر بعدا استراتيجيا مهما جدا لمصر، حيث يعد خط الدفاع الأول عن قناة السويس، وهي مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر، كما أن جيبوتي من المناطق التي يوجد بها قواعد عسكرية لدول عديدة ومن المهم الوجود المصري فيها لحماية مصالح الدولة.

وتابع أن إنشاء منطقة لوجيستية يعزز الروابط التجارية والاقتصادية، ويبني علاقة قائمة على المنفعة المتبادلة، وهي علاقة أقوى وأكبر وأبقى من العلاقات القائمة على إقامة قواعد عسكرية في تلك البلاد، لافتًا إلى أن المنطقة ستوفر فرص عمل واستثمار لجيبوتي.

من جانبها، ترى هبة البشبيشي، المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن جيبوتي نقطة ارتكاز جديدة لمصر في منطقة القرن الأفريقي، بعد التواجد القوي في الصومال وإريتريا عن طريق المناطق اللوجيستية ومشروعات الربط الكهربائي.

وأوضحت أن منطقة القرن الأفريقي من المناطق التي تشهد تنافسًا دوليًا للنفوذ بها من خلال قواعد عسكرية لدول كثيرة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها من الدول، لذلك فالتواجد المصري، عن طريق المناطق اللوجيستية مهم للغاية.

ولفتت إلى أن المنطقة اللوجيستية المحتملة في جيبوتي تعزز نفوذ مصر في المنطقة بدون اللجوء للقواعد العسكرية، كما أنه يمكن تقديم استثمار عسكري لجيبوتي من خلال توفير التدريب والدعم لهم، مشيرةً كذلك إلى الأهمية التجارية للمنطقة المحتملة بعيدًا عن الأهمية السياسية.