كثير من الناس يعانون بشكل دائم أو مؤقت بسبب آلام الركبة، وتزداد معاناتهم مع تلك الآلام أثناء فرد أو ثني الركبة، ما يجعل أغلب هؤلاء لا يحبذون القيام بتلك العملية إلا فى أضيق الحدود، ونجد بعض هؤلاء يعيشون على المسكنات، ولا يعلمون أن علاجهم قد يبدأ باستخدام الثلج، فيما يؤدى تفاقم حالاتهم سوءا إلى خضوعهم لجراحة حساسة فى مفصلهم المصاب.

يقول الدكتور محمد عطية عبده، أخصائي جراحة العظام، وزميل جامعة تشونام الكورية إن مفصل الركبة فيه غضروفان على حرف c أو على شكل هلال، ويطلق عليه الغضروف الهلالي، وتبرز أهمية هذا الغضروف فى أنه يعمل كوسادة بين عظم الساق ونظيرتها بالفخذ، والتى تساعد فى تحمل الصدمات، عند المشى أو أثناء ممارسة الرياضة، أو مع التحميل على مفصل الركبة، مشيرا إلى أن الشعور بألم متكرر أو دائم فى الركبة، وحدوث تورم، مع صعوبة حركة المفصل أثناء فرد وثنى الركبة، يكون نتيجة تعرض الغضروف الهلالي للتمزق.

وأضاف: التمزق ليس خطيرا، ويمكن علاجه بسهولة، وخاصة عند اكتشافه فى مراحله الأولى، مشيرا إلى أن العلاج قد يكون من خلال الراحة وتجنب إرهاق أو التحميل على المفصل، كما يمكن أن يتم استخدام الثلج على شكل كمادات باردة، وذلك بواقع مرتين أو ثلاث مرات يوميا، على أن تستخدم تلك الكمادات لمدة 15 دقيقة فى كل مرة، موضحا أن بعض الحالات قد تحتاج إلى المسكنات، مبرزا أهمية تقوية العضلات المحيطة بالركبة وعضلات الساقين، وذلك لضمان استقرار مفصل الركبة.

ونوه الدكتور محمد إلى أن دعامات قوس القدم أو غيرها من بطانات الأحذية الطبية، تساهم بشكل كبير فى توزيع القوة حول الركبة، وتجعل هناك توازن فى توزيع الضغط على كافة أجزاء الركبة، مشيرا إلى أن تمزق الغضروف الهلالي للركبة ينتج بسبب الدوران المفاجئ للركبة، وأن الأكثر عرضه للإصابة بالتمزق هم الشباب ومن يمارسون الرياضة.

ولفت أخصائي جراحة العظام إلى أن استمرار ألم الركبة، أو تيبسها وصعوبة حركتها، يتطلب التوجه فورا إلى الطبيب المختص، وذلك لفحص الحالة بشكل دقيق، والوقوف على حجم الإصابة، موضحا إمكانية إصلاح التمزق بمنظار جراحى، وخاصة لدى الشباب والأطفال، محذرا من أن سوء حالة التمزق، قد يصعب إصلاحه، وهنا يجب التدخل لتهذيبه، واستئصال الجزء المصاب، مطالبا من يعانون آلام مفصل الركبة، عدم إهمال الألم مهما كانت درجاته ضعيفة، وذلك منعا لتفاقم حالاتهم سوءا.