وجه الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين كلمة إلى المواطنين الكرام بمناسبة دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وفيما يلي نص الكلمة السامية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
أيها المواطنون الأعزاء من كل محافظات مملكتنا الغالية ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
نحمد الله تبارك وتعالى دائماً و أبداً ، ونتضرع إليه بالدعاء في هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل ، أن يتقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا ، ويرفع الوباء والبلاء عن وطننا ، ويجعله آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمعين ، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نلتقي بكم في هذه الليالي المباركة، في لقاء متجدد ومحبب إلى نفوسنا، في إطار التواصل والمحبة التي تجمعنا بكم ، جرياً على عادة حميدة وسنة رشيدة ، لنجدد لكم التهاني بشهر رمضان المعظم ، ونبارك لكم دخول العشر الأواخر منه ، مبتهلين إلى المولى تعالى أن يعيده على وطننا العزيز وعليكم جميعاً بالخير واليمنِ والبركات ، وعلى الأمتين العربية والإسلامية وهما ترفلان بأثواب العز والرفعة والسلام والاستقرار .
أيها الأعزاء الكرام من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، لقد اعتدنا في مثل هذا الوقت من كل عام باستقبال أهالي جميع المحافظات في مجالسنا الرمضانية ، التي نحرص على تخصيصها لاستقبالهم ، فرحاً وابتهاجاً بقدوم موسم الخيرات ، وإحياءً لعاداتنا الأصيلة بما تجسده من عمق الأخوة والانتماء لأسرتنا البحرينية التي نعتز بها أشد الاعتزاز .
وإذ اقتضت علينا ظروفنا الراهنة بالتواصل معكم عن بعد ، إلا إننا نؤكد لكم بأنه مهما بعدت المسافات فإن وصل القلوب وتقارب النفوس مستمر في كافة الأحوال ، ونتطلع معكم إلى عودة شئون الحياة إلى أفضل أحوالها وكما عهدناها ، بعون من الله تعالى وتوفيقه ، ولنلتقي بكم، في القريب العاجل ، على الخير والمحبة والصحة والسعادة .
كما أن واجب الوفاء والعرفان يحتم علينا ونحن في هذه الأوقات المباركة، أن نعرب عن عميق شكرنا وتقديرنا بما نشهده من انضباط جماعي ، لدى كافة أفراد الشعب ومكوناته ، بإتباع الإجراءات الاحترازية في مواجهة الوباء لتطهير بلادنا منه عاجلاً إن شاء الله تعالى.
ونجد في مثل هذا الموقف المسئول التزاماً كبيراً لمساندة وإنجاح مهام الفريق الوطني منذ انطلاقته الأولى ، بقيادة ابننا سمو ولي العهد الأمين من مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها ، الذي تتميز أعماله بالجدية والمهنية، وبنتائجه المبهرة التي تبعث على الكثير من الفخر والارتياح ، والحرص الكبير للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين.
ولا يسعنا هنا ، ومن منطلق الواجب ، إلا أن نشيد بتلك المساعي المخلصة التي سنحرص على أن تحظى بالتكريم المستحق منا ، وليكون متناسباً مع حجم تضحياتهم، ونخص بالذكر، المرابطين على الصفوف الأمامية، الذين وقفوا ويقفون بكل شجاعة واقتدار وصمود، من كوادرنا الطبية والصحية والتمريضية ، والإدارية، والأمنية ، العسكرية منها والمدنية ، ولشعب البحرين الوفي وللمقيمين فيه، الذين سطروا أروع الأمثلة في الوفاء والإنسانية والعطاء والتضحية ، والتعاون والتكاتف في هذه الأزمة والجائحة التي تمر بوطننا الغالي . فلهم منا كل الشكر والتقدير ، وبارك الله في جهودهم وسعيهم الدؤوب والمخلص ، وإننا لندعو الله جلت قدرته في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم ، أن يوفقنا وإياكم ويسدد على طريق الخير خطانا ، و يقوي أواصر المودة والمحبة بيننا، ويجعل قلوبنا مليئة بالخير والتفاؤل والمحبة لكل الناس . متمنين للجميع على أرض هذا الوطن العزيز ، عيداً سعيداً مكللاً بالخير والبركات ، وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.