كتبَ: أحمد راغب
احتضنت العاصمة العراقية، السبت ٢٨/٨/٢٠٢١م، مؤتمرًا للتعاون والشراكة؛ حيثُ استقبلت بغداد رؤساء ووفود دولٍ إقليمية؛ لمناقشة التعاون المُشترك ومكافحة الإرهاب. خلال المؤتمر ألقى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمةً في غاية الأهمية، جاء خلالها التأكيد على نقاط مهمة، نُفندها على النحو الآتي: أولًا: بدأ السيسي كلمته، بالترحيب بالسادة الحضور، ومعالي رئيس وزراء العراق السيد مصطفى الكاظمي، ثم انتقل لمتن الكلمة: " لقد واجه العراق إلى جانب شعوب المنطقة ودول عربية أخرى على مدى السنوات الماضية تأثيرات بالغة السلبية". مبيّنًا على أن هذه التأثيرات السلبية كانت نتيجة الحروب والإرهاب، وأن كل هذا قد تسبب في تدخلاتٍ خارجية متنوعة في الوقت الذي يواجه عالمنا تحدياتٍ ذات طابعٍ عالمي تُعني بها شعوب البشرية جمعاء. ثانيًا: فيروس كورونا: تحدث الرئيس في كلمته عن تحدي مجابهة ومواجهة فيروس كورونا المستجد وعن تغير المناخ العالمي: " فحينما نرى ما يلحقه فيروس كورونا، أو تغير المناخ بالعالم، وما يمكن أن يمثله من تهديد للأجيال القادمة؛ فإن علينا أن نتوحد." واستتبع الرئيس كلمته بتبيان ما يحدث بالجوار من خطوات هامة تتخذها الشعوب والدول تجاه تلك التحديات الخطيرة، وضرورة مشاركتنا كشعوب وحكومات في النتاج الحيلولي؛ لمواجهة تلك التحديات حيث قال: " لقد باتت شعوب العالم من حولنا تدرس-عن قرب- تلك التحديات العالمية، وتسعى جاهدةً؛ لإيجاد الحلول لها على أُسسٍ علمية، ويصح في هذا السياق أن يكون لنا إسهامنا الواضح في تقدم البشرية في تعزيز قدراتها على مجابهة تحديات الواقع." ثالثًا: إهتمام مصر بما يحدث في العراق:- أعرب الرئيس السيسي، أنَّ الدولة المصرية تنظر بعين التقدير للإنجازات البالغة التي تحققت في العراق: " إنَّ مصر تنظر لعين الإهتمام والتقدير البالغ للإنجازات البالغة التي تحققت في العراق، خلال الفترة الماضية، تحت قيادة رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي"، والتي سمحت بنجاح مؤسسات الدولة، في التعامل الأمثل مع التحديات الكبرى التي واجهت الشعب العراقي". وفي هذا السياق أشاد الرئيس بالجيش والأجهزة الأمنية العراقية في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية المتمثلة في الفوضى ومجابهة الإرهاب وتنظيم داعش: "حيث تمكن الجيش والأجهزة الأمنية، من دحر الإرهاب والقضاء على مشروع داعش الظلامي في المنطقة، والحفاظ على وحدة العراق وأمنه، ونسيجه الوطني". رابعًا: الإصلاح الإقتصادي في العراق: ولأن الاقتصاد حجر الزاوية في قيام أية دولة؛ فإن كلمة السيسي لم تخلو من أهمية التنظيم الاقتصادي ودور الحكومة العراقية وإصرارها في استعادة الأمور للأوضاع الصحيحة وهو: "بمثابة تمهيد الطريق لنقلةٍ نوعية نستشعر قرب إنطلاقها من خلال متابعتنا للجهود الدؤوبة في الإعداد المتأني والدقيق لها". خامسًا: دعم مصر: جدد السيسي تأكيده على إستمرار دولة مصر في دعم الحكومة العراقية والشعب العراقي في تقرير مصيره: " وأنّ مصر تستمر في دعم الحكومة العراقية في جميع جهودها الرامية؛ لتحقيق إستقرار العراق، واستعادة مكانته التاريخية، و دوره العربي الفاعل، وترسيخ موقعه في العالم". سادسًا: من أهم ما حوى كلمة الرئيس السيسي، هو حديثه عن آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، وهو ما يوضح أهمية وجود التحالفات الثلاثية، كما كان سالفًا في تحالفِ مصر والبحرين والسعودية، مع إختلاف المقاصد والنهج السياسي، وقد جاء في كلمته ما يدعم آلية التعاون بين الثلاث دول: " جاء آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن؛ لتترجم الإرادة السياسية للدول الثلاث إلى واقعٍ ملموس". أكد الرئيس على فرصة الدول الأخرى في التعاون الاقتصادي والسياسي، وأنّ آلية التعاون تتسع لكافة شعوب المنطقة، حينما تتلائم الظروف والأوضاع لذلك، وتجديد التأكيد على إلتزام مصر بالمضي قدمًا في تنفيذ المشروعات المشتركة، التي تتم دراستها، في إطار الآلية، بما يحقق التنمية المأمولة للدول العربية. سابًعًا: رفض مصر التدخلات الأجنبية. أكدَّ السيسي بقوة، وقوف مصر وراء العراق وإلى جانبها تدعيمًا لمؤسسات الدولة؛ لمهامها في صون أمن واستقرار العراق. أعلن السيسي عن، رفض مصر التدخلات الخارجية في شئون العراق على هذا النحو في كلمته: " كما ترفض مصر كافة التدخلات الخارجية في شئون العراق، والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه، وتدعو مختلف القوى؛ لاحترام سيادة هذا البلد(العراق) العريق، وخيارات شعبه". بعد هذه الجمل القوية والتصريحات شديدة اللهجة التي أعلن عنها السيسي في كلمته، كرر السيسي قبل أن يختم كلمته، وقبل توجيه الشكر والتحية للسيد رئيس وزراء العراق "مصطفى الكاظمي"، أن يؤكد على رفض التدخلات الأجنبية غير الشرعية بدون شروط، ورفض سياسات دعم وتمويل الفرق والأحزاب التي تمارس إرهابًا ضد الشعوب والحكومات الشرعية. ثامنًا: رسالته، إلى الشعب العراقي. " إن الشعب الذي يملك هذه الحضارة العريقة، وهذا التاريخ المشرّف، يملك بلا شك مستقبلًا واعدًا؛ بفضل أبناءه وسواعدهم نحو تحقيق غدٍ أفضل، أؤكد لكم، أن في مصر إخوةٌ حريصين على نهضتكم، مرحبين بنقل تجربتهم وخبراتهم في مجالاتٍ مختلفة، إيمانًا بوحدة المصير والهدف لنسير معًا؛ لتحقيق المستقبل الذي تُضيئه إرادتُنا، وثقتنا في قدراتنا...". الختام: ضرورة الحفاظ على العراق. اختتم الرئيس كلمته بالجزء الأخير من رسالته الموجَّهة للشعب العراقي، بضرورة الحفاظ على حضارته، وعلى مؤسسات الدولة، وأنه لابد لهم من التعاون فيما بينهم من أجل مستقبل أفضل، وضرورة مشاركتهم في إختيار من يقودهم للأمام. جديرٌ بالذكر مشاركة دولة فرنسا ممثلةً في رئيسها "إيمانويل ماكرون"، كما تشارك دولة إيطاليا في المؤتمر، رغم وجود خلاف ومشادات بينها وبين الأولى.