كتب: أحمد راغب. محكمة الاستئناف في باريس، الخميس، ٩/٩/٢٠٢١م، تؤيد الحكم على عم الرئيس السوري بشار حافظ الأسد، حيث قد اتُهِمَ باختلاس أموال عامة في سوريا، وغسيل أموال، وبناء محافظ عقارية كبيرة داخل فرنسا بمكاسب جاءت عن طرق غير مشروعة. جديرٌ بالذكر تأييد محكمة الاستئناف الحكم بالسجن لمدة أربع سنوات بحق رفعت الأسد البالغ من العمر 84 عامًا ، وذلك في العام الماضي، وهذا الحكم قد لا يضطر إلى قضاءه رفعت الأسد؛ نظرًا لتقدمه في السن. ورغم ذلك فإن مصادرة أصوله العقارية الفرنسية، التي تقدر قيمتها بـ (٩٠) مليون يورو (١٦٠ مليون دولار)، التي أُمِرَ بها في محاكمته الأولية، ستستمر. يُطلق على الأسد في الأوساط العالمية لقب "جزار حُماة"؛ بزعم قيادته لقوات قامت بقمع إنتفاضة شعبية قامت في وسط سوريا عام ١٩٨٢م، ويخضع الأسد للتحقيق في فرنسا منذ عام ٢٠١٤م. و قد حوكم الشقيق الأصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد - والد الرئيس الحالي - على جرائم يُزعم أنها ارتكبت بين عامي ١٩٨٤م و ٢٠١٦م، بما في ذلك الاحتيال الضريبي المشدد واختلاس الأموال العامة. ورفضت محكمة في باريس في يونيو الماضي التهم الموجهة للأسد في الفترة من 1984 إلى 1996، لكنها أدانته بتهمة غسل الأموال بشكل منظم واختلاس الأموال من الخزانة العامة السورية بين عامي 1996 و 2016، كما أدين بتهمة الاحتيال الضريبي. رفعت الأسد السوري: من جزار حماة إلى قطب العقارات غادر الأسد ، الذي كان نائبًا للرئيس السوري سابقًا ، وطنه عام ١٩٨٤م بعد أن قام بانقلاب فاشل ضد شقيقه حافظ الذي قاد سوريا من عام ١٩٧١م إلى عام ٢٠٠٠م. بعد وصوله إلى أوروبا ، سرعان ما أثار أسلوب حياة رفعت الأسد الفخم ، أربع زوجات و ١٦ طفلاً. تشمل ثروته الفرنسية منزلين في أحياء باريسية أنيقة ومزرعة خيول وحوالي ٤٠ شقة وقصرًا. أنشأ الأسد وعائلته أيضًا مجموعة ضخمة من العقارات في إسبانيا ، تقدر قيمتها بحوالي ٦٩٥ مليون يورو ، والتي استولت عليها السلطات جميعًا في عام ٢٠١٧. أصر محامو الأسد ، الذي حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسية عام ١٩٨٦ عن "الخدمات المقدمة"، على أن كل أمواله لها مصدر قانوني. بدأت القضية الفرنسية ضد الأسد بدعوى رفعتها (مجموعة شيربا) عام ٢٠١٣م، لمكافحة الفساد. ووصفت شيربا حكم يوم الخميس بأنه "مشجع" ، وقالت في بيان إنها تأمل في أن تكثف المحاكم الآن مكافحة الأموال غير المشروعة المخبأة في فرنسا.