فرنسا و«أمريكا» وأستراليا (أزمة مشتعلة) و «ماكرون» لن يلقي خطابًا
فرنسا و«أمريكا» وأستراليا (أزمة مشتعلة) و «ماكرون» لن يلقي خطابًا
لورديان وزير خارجية فرنسا

كتبَ: أحمد راغب.

استدعت فرنسا، أقدم حليف للولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة، ١٧-٩-٢٠٢١م، سفيرها، في عرضٍ غير مسبوق من الغضب الذي قزَّم عقودًا من الإنقسامات السابقة.

ظهرت العلاقة التي نشأت في ثورات القرن الثامن عشر عند نقطة تحول بعد أن تجنبت الولايات المتحدة، وأستراليا وبريطانيا فرنسا في إنشاءِ ترتيبٍ أمني جديد بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ.

وفقًا لوزارة الخارجية الفرنسية، كانت هذه المرة الأولى على الإطلاق التي تستدعي فيها فرنسا سفيرها لدى الولايات المتحدة.

كما استدعت باريس مبعوثها إلى أستراليا. وقال وزير الخارجية«جان إيف لودريان» (Jean-Yves Le Drian) في بيانٍ مكتوب: ''إنَّ القرار الفرنسي جاء بناء على طلبٍ من الرئيس «إيمانويل ماكرون» (Emmanuel Macron)، ''تبرره الجدية الإستثنائية للإعلانات'' الصادرة عن أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية. وقال إنّ قرار أستراليا إلغاءَ صفقة فرنسية كبيرة من أجل شِراء غوّاصة تقليدية لصالح غوّاصات نووية مبنية باستخدام التكنولوجيا الأمريكية"أسلوب غير مقبول بين الحلفاء والشُركاء''.

في نفس الشأن، غرّد السفير «فيليب إتيان» بأنّ الإعلانات "تؤثر بشكلٍ مباشر على الرؤية التي لدينا لتحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ لأوروبا''. من جانبه قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي «إميلي هورن» إنَّ إدارة الرئيس «بايدن» على إتصالٍ وثيق بالمسؤولين الفرنسيين بخصوص قرار استدعاء «إيتيين» إلى باريس.

وقالت في بيان: "نتفهم موقفهم وسنواصل المشاركة في الأيام المقبلة؛ لحل خلافاتنا كما فعلنا في نقاطٍ أخرى على مدار تحالفنا الطويل." "فرنسا هي أقدم حليفٍ لنا وأحد أقوى شُركائنا، ونملك تاريخٌ طويل من القيم الديمقراطية المشتركة والإلتزام بالعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية."

كما شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «نيد برايس» على القيمة التي توليها الولايات المتحدة لعلاقتها مع فرنسا، وأعرب عن مأمله في أن تستمر المحادثات بين الجانبين في الأيام القادمة، بما في ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

ومع ذلك، ولأول مرة منذ توليه منصبه في عام ٢٠١٧م، لن يُلقِ «ماكرون» خطابًا في الإجتماع السنوي لقادة العالم. وبدلاً من ذلك، سيقوم «لو دريان» بتسليم العنوان الفرنسي. أعربت الحكومة الأسترالية عن أسفها لقرار فرنسا باستدعاء سفيرها لدى تلك الدولة.

وقال مكتب وزيرة الخارجية «ماريس باين» في بيان: "أستراليا تتفهم خيبة أمل فرنسا العميقة من قرارنا، الذي تم اتخاذه وفقًا لمصالح الأمن القومي الواضحة والمُعلن عنها". وأضاف أن أستراليا تُقدِّر علاقتها مع فرنسا وتتطلع إلى ارتباطاتٍ مستقبلية معًا.

يُمثّل قرار استدعاء السفير تحولًا صادمًا لفرنسا في عهد ماكرون، الذي - بعد علاقة مريرة بشكل متزايد مع الرئيس السابق دونالد ترامب - تشابك يديه بحرارة مع بايدن في قمة «مجموعة السبع» في يونيو وأكد أن "أمريكا عادت".

لم يُعلّق ماكرون بعد على هذه القضية. إن سحب الثقة هو أجرأ تحركاته في السياسة الخارجية حتى الآن خلال فترة رئاسية دامت أربع سنوات، سعى خلالها إلى تعزيز البصمة الدبلوماسية لفرنسا ودورها في صُنع السياسة الأوروبية، وحشد جيران فرنسا حول رؤيته لأوروبا أقل اعتمادًا على الجيش الأمريكي، على الرغم من بعض تصريحاته المتسرعة وقرارته الأخيرة، كما وضح ذلك في تصريحاته عن الإسلام والمسلمين، والتي نتج عنها مقاطعة إسلامية شاملة للمنتجات الفرنسية؛ مما أدى إلى خساراتٍ إقتصادية فادحة.

دفعت فرنسا منذ عدة سنوات لاستراتيجية أوروبية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والدفاعية في المنطقة التي تمتد من الهند والصين إلى اليابان ونيوزيلندا.

كشف الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عن خطته لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. في وقت سابق يوم الجمعة، قال دبلوماسي فرنسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيًا مع الممارسات الحكومية العرفية، إن «ماكرون» تلقى رسالة من رئيس الوزراء الأسترالي «سكوت موريسون» صباح الأربعاء يعلن فيها قرار إلغاء صفقة الغواصات. ثم قرر المسؤولون الفرنسيون التواصل مع الإدارة الأمريكية "للسؤال عما يجري"، على حد قوله.

وأضاف: المناقشات مع واشنطن جرت قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط من إعلان «بايدن» العلني. أعرب «لو دريان» يوم الخميس عن "عدمِ فهمٍ تام" لهذه الخطوة وانتقد كل من أستراليا والولايات المتحدة: "لقد كانت حقًا طعنة في الظهر. لقد بنينا علاقة ثقة مع أستراليا، وقد تعرضت هذه الثقة للخيانة. "هذا لا يتم بين الحلفاء."

كما قارن تحرك بايدن بتحركات ترامب بموجب عقيدة "أمريكا أولاً". وقال الدبلوماسي الفرنسي: إنَّ باريس أثارت قضية استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكين» إلى باريس في ٢٥ يونيو، مُعربةً عن أهمية برنامج الغواصات مع أستراليا.

قال: "قلنا أنه كان بالنسبة لنا عنصرًا مهمًا وحاسمًا للغاية في استراتيجيتنا الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ".

التقى بلينكين مع ماكرون خلال الزيارة. وقال الدبلوماسي الفرنسي إنَّ أستراليا لم تذكر لفرنسا أبدًا رغبتها في التحول إلى الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، بما في ذلك خلال اجتماع بين ماكرون وموريسون في باريس في ١٥ يونية.

إن استدعاء السفراء أمر غير معتاد للغاية بين الدول الحليفة. جدير بالذكر، في عام ٢٠١٩م، استدعت باريس مبعوثها إلى إيطاليا المجاورة بعد أنْ أدلى قادة البلاد بتصريحاتٍ عامة تنتقد الحكومة الفرنسية.

في العام الماضي، استدعت فرنسا سفيرها في تركيا بعد أن قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إنَّ «ماكرون» بحاجة إلى علاج للصحة العقلية.


التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

أخبار متميزة

وزير الزراعة يكرم المبعوثين الأفارقة في دورة معهد بحوث صحة الحيوان

ثبات سعر الريال السعودي في البنوك المصرية

القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسي بالذكرى الأربعين لتحرير سيناء

قانون عقوبات على تسلق الآثار

"كيف تأهل طفلك للعام الدراسي الجديد".. ورشة تحت رعاية جمعية مصر الجديدة

الشريف الراجحي :يحقق حلم  صاحب جدارية المبايعة ولي العهد الطفل فارس الغامدي

وزير الداخلية يبعث برقية تهنئة للعاملين بهيئة الشرطة بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف

الجريدة الرسمية تنشر قرار اعتماد اتفاقية إنشاء محطتى تحلية برفح وبئر العبد

طريقة 'عمل صدور الدجاج بالليمون والثوم

شيكابالا يورط نفسه دفاعا عن لاعبي الزمالك

مساحة اعلانية