أبطال كتبوا التاريخ بدمائهم
كتبت أسماء وليد
يصادف اليوم حرب أكتوبر المجيدة ال ٤٨ ، تلك الحرب التي خاضها أبطالنا الأقوياء الذين ضحوا باروحهم ؛ لكي يستردوا جزءاً غالياً و عزيزاً من أرض الوطن و تحرير تلك الأرض المقدسة من العدو الإسرائيلي الذي قام باحتلالها عقب حرب ١٩٦٧ ، وفي مثل ذاك اليوم من ٤٨ عام استطاعوا ابطالنا تحطيم اسطورة الجيش الذي لا يقهر .
يعد من ابطالنا الذين ستظل ذكريهم خالدة للأبد في قلوب المصريين الذين ضحوا باروحهم لاستعادة سيناء ومعها كرامتهم هم :
- المشير أحمد إسماعيل على:
وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة فى حرب أكتوبر 73، الذى شهد مرحلة التخطيط للحرب وإدارة عملياتها, تخرج فى أكاديمية فرونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتي، حاملا أعلى درجات العلوم العسكرية ؛ ليشارك فى جميع الحروب الحديثة التى خاضتها مصر، بدءا من الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين، ثم العدوان الثلاثى فى 1956، وحرب 67، وما تلاها من حرب الاستنزاف ؛ ليتوج مسيرته العسكرية بنصر أكتوبر 73، بعدما قادته خبراته العلمية والعملية لقيادة القوات المسلحة المصرية فى تلك الفترة الحاسمة من عمر الوطن، فاستحق أن يكون أحد أبطالها العظماء.
- الفريق سعد الدين الشاذلى:
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 73 و صاحب التوجيه 41 وهى الخطة الحقيقية لعبور قناة السويس فى 12 موجة واقتحام خط بارليف ، كما شارك فى الحرب العالمية الثانية، وفى حرب فلسطين عام 48، ثم أسس سلاح المظلات فى مصر وأصبح قائد القوات الخاصة الصاعقة والمظلات وكان قائدا لأول وحدة مصرية للأمم المتحدة فى الكونغو. فى حرب 67 ، حيث أصدرت القيادة العامة قرارا بتكوين مجموعة خاصة تحمل اسمه ، فكانت الوحدة الوحيدة التى عادت من سيناء بكامل أسلحتها ، والتي حصل على بعثة متقدمة من الولايات المتحدة عام 1953، وأول من حصل على فرقة رينجرز من أمريكا، وأهلته بطولاته لأن يكون علما من أعلام قواتنا المسلحة.
- الفريق محمد عبدالغنى الجمسى:
ترأس هيئة العمليات، بالقوات المسلحة، فى يناير 72، فى أثناء التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر 73، كما تولى إدارة المخابرات الحربية فى فترة التحضير للحرب، وتولى رئاسة الأركان خلال أحداث حرب أكتوبر. تخرج فى أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي، واشترك فى الحرب العالمية الثانية، والعدوان الثلاثي، وحرب 67، والاستنزاف، ثم فى حرب أكتوبر 73، التى شارك فيها بالتخطيط النهائى للخطة جرانيت، للهجوم واقتحام خط بارليف، وكان رئيسا للوفد المصرى فى المفاوضات العسكرية مع إسرائيل فى نهاية حرب أكتوبر، فكان نجما لامعا فى سماء الوطن.
- الفريق محمد حسنى مبارك:
قائد القوات الجوية فى حرب 73 ، حيث يعود الفضل له فى تخطيط وإدارة ونجاح عمليات القتال الجوى فيها بعدما نجح فى أثناء إدارته للكلية الجوية فى تخريج دفعات من الضباط ؛ لتعويض النقص العددى بين صفوفهم، بعد هزيمة 67 وفى أثناء حرب الاستنزاف شارك فى حروب العدوان الثلاثي، وثورة اليمن، وحرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، ثم حرب الأيام الستة مع ليبيا، وحرب الخليج الثانية. تخرج فى أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي، بما أصقل خبراته العلمية فى المجال العسكري ، كما نفذ العديد من المعارك الجوية ضد العدو الإسرائيلي، و كان أشهرها معركة المنصورة الجوية، التى سُجلت فى المراجع العسكرية كأعظم المعارك الجوية، فى التاريخ الحديث،على مستوى العالم.
- الفريق محمد على فهمى:
أول قائد لقوات الدفاع الجوي ، الذى كلفه الرئيس عبدالناصر بتأسيسها وتولى قيادتها فى فترة حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر و شارك فى حروب فلسطين، والعدوان الثلاثي، ثم حرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، وحرب تحرير الكويت. خريج أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي ، الذى ستظل مصر، وقواتها المسلحة، تدين له بالفضل ؛ لإنشاء حائط الصواريخ الذى لولاه ما عبرت قواتنا قناة السويس، دون تدخل القوات الجوية الإسرائيلية، بعدما حيد قدرتها، ومنعها من الاقتراب، من القناة، لمسافة 15 كم، وهوما كان مفتاح النصر فى حرب أكتوبر.
- الفريق فؤاد ذكرى:
قائد القوات البحرية فى حرب أكتوبر 73 و شارك فى حروب فلسطين، والعدوان الثلاثي، وحرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73 ويعد أحد أبرز قادة القوات البحرية في مصر ، الذى وصل لرتبة المشير ، تولى رئاسة شعبة العمليات البحرية بعد أسبوع من هزيمة يونيو 67 ، فخطط لأعظم العمليات البحرية ضد العدو الإسرائيلي، وأصدر أوامره لقاعدة بورسعيد البحرية لتدمير المدمرة إيلات فى أكتوبر 67، و خلال حرب أكتوبر 73 خطط لعملية حصار باب المندب، والتى كانت ضربة مفاجئة لإسرائيل، حول بها ميناء إيلات إلى جثة هامدة خلال حرب أكتوبر 73، فضلا عن نجاحه فى تأمين جميع الموانئ المصرية خلال الحرب ضد أى تدخل من القوات البحرية الإسرائيلية.
- اللواء فؤاد نصار:
مدير المخابرات الحربية خلال حرب 73،و كان له الفضل الأكبر فى الحصول على المعلومات الدقيقة عن أوضاع وتمركز القوات الإسرائيلية، وهو ما اعتمدت عليه خطة الهجوم ، و أنشأ منظمة تحرير سيناء، وتم تدريب عدد كبير من أهل سيناء، وتزويدهم بالأجهزة اللاسلكية، فاستطاعت مصر تتبع جميع التحركات الإسرائيلية فى سيناء، ووضع خطة خداع الجانب الإسرائيلي، التى ضللتهم عن الوصول لخطة مصر للهجوم.
-محمد المصري "صائد الدبابات" :
هو بطل آخر من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وصاحب رقم قياسي عالمي في عدد الدبابات التي دمرها إذ بلغ مجموع ما دمره 27 دبابة متفوقًا بذلك على زميله الأشهر عبد العاطي الذي دمر 23 دبابة فقط، وهو أيضًا الذي دمر بصاروخه دبابة العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري قائد لواء الدبابات الإسرائيلي الشهير.
- الشهيد أحمد حمدي :
تم تصنيع وحدات لواء الكباري تحت إشرافه المباشر واستكمال معدات العبور، كما كان له الدور الرئيسي في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس ، حيث أسهم بنصيب كبير في إيجاد حل للساتر الترابي، كما قام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابي في منطقة تدريبية وأجرى عليه الكثير من التجارب التي ساعدت في النهاية في التوصل إلى الحل الذي استخدم فعلاً.
حيث أدرك البطل أن التدريبات التي قام بها مع أفراد وحدات الجيش الثالث الميداني على أعظم عمليات العبور وأعقدها في الحرب الحديثة قد أثمرت، تلك التدريبات التي أفرزت تلك العبقرية في تعامل الجنود مع أعظم مانع مائي في التاريخ وهو ما شهد له العدو قبل الصديق.
- الشهيد إبراهيم الرفاعي :
مع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر ، انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل إبراهيم الرفاعي في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة ، حيث تتوالى عمليات المجموعة الناجحة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي (شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل كما تم تكليف مجموعة البطل بمهمة إختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار) لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قواته.
- العميد يسرى عمارة :
هو البطل الذي آسر عساف باجوري أشهر آسير إسرائيلي في حرب أكتوبر حيًا على أرض المعركة بالرغم من إصابته، كما سبق له الإشتراك مع أسرة التشكيل في حرب الاستنزاف في أسر أول ضابط إسرائيلي واسمه (دان افيدان شمعون) ، حيث عبر العميد يسري عمارة يوم السادس من أكتوبر قناة السويس ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة وكانت الفرقة تدمر كل شئ أمامها من أجل تحقيق النصر واسترداد الأرض.
كما ان في صباح 8 أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلي (دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة) القيام بهجوم مضاد وإختراق القوات المصرية والوصول إلى النقط القوية التي لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان .
- العريف سيد زكريا خليل :
قصة الشهيد سيد زكريا خليل واحدة من بين مئات القصص التي أبرزت شجاعة المقاتل المصري ومن الغريب أن قصة هذا الجندي الشجاع ظلت في طى الكتمان طوال 23 سنة كاملة حتى اعترف بها جندي إسرائيلي، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء) ، حيث تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996 في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين في الحرب، وفي هذا العام أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل، مؤكداً أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده.
- الشهيد العقيد محمد زرد :
بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط بارليف المحصن حاجزاً أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا إن الهجوم الكاسح اسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط في أيدي القوات المصرية، حيث كانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة ، و فشلت المجموعة المصرية في اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة في الأرض ، و التي كان لها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الأعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون بارليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذي فشلت معه كل الأساليب العسكرية للفرقة المواجهة له ، ويتطوع العقيد محمد زرد ويصر على مهاجمة الحصن فقد سبق له مهاجمته أثناء حرب الاستنزاف.