كشف مون تشانج إن، مستشار الرئيس الكوري الجنوبي لشئون الأمن القومي والوحدة، عن أن سبب عدم انجراف بلاده إلى التصعيد العسكري أمام الاستفزازات التي كانت تقدم عليها الجارة الشمالية، هو التقارير الأمنية التي قدمتها أجهزة الاستخبارات الكورية، والتي حللت أداء الزعيم الكوري الشمالي، وطريقة تصعيده للصراع والتوتر مع الولايات المتحدة، أنه يرغب من ذلك الوصول إلى قمة الخلاف مع الأخيرة ومن ثم البدء في مفاوضات ثنائية فقط مع سول.
وأوضح خلال ندوة استضافتها "لقاءات التحرير" بمقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة في ميدان التحرير، أن تلك التقارير أثبتت صحتها، بعد أن صرح كيم جونج أون فيما بعد أن الكوريتين يجب أن يحلا مشاكلهما بشكل ثنائي، وألا يلجأ إلى دولة بعيدة عنهما وهي الولايات المتحدة.
وأكد مون تشانج إن، أن قمة سنغافورة التي جمعت الزعيمين دونالد ترامب، وكيم جونج أون، تاريخية حدثت لأول مرة منذ عشرات السنين، وكان الجميع يأمل بأن تكتمل خطوات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلالها، خصوصًا بعد اللفتة الإنسانية من بيونج يانج بإرسال رفات الجنود الأمريكان من ضحايا الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي إلى بلادهم.
وأشار إلى أن المفاوضات كانت ستفشل في مرحلة من المراحل، بسبب إصرار أمريكا على سماح كوريا الشمالية للمفتشين الدوليين بالتفتيش على المرافق النووية بأراضيها، والتأكد من التخلص من الأسلحة النووية، إلا أن بيونج يانج رفضت ذلك إلا لو أبدت واشنطن حسن نيتها وأزالت العقوبات الدولية الموقعة على كوريا الشمالية، مضيفًا أنه لولا تدخل مون جيه إن رئيس كوريا الجنوبية، وإبرامه اتفاق إزالة الألغام الأرضية والتخلي عن السلاح النووي في كامل أراضي شبه الجزيرة الكورية، وتنفيذ مبادرة لم شمل الأسر وإيقاف التصرفات العدائية، فضلا عن تدشين خط سكك حديدية بين الدولتين في القريب العاجل.
وأضاف مستشار الرئيس الكوري، أنه من الصعب حل أزمات وصراع عسكري عمره أكثر من 70 عامًا في عام واحد، معربًا عن رضاه عن أداء كوريا الجنوبية خلال عام 2018، في تدشين مفاوضات السلام مع الجارة الشمالية، وأن هناك صراعا يجري حاليا بين مواطني بلاده، حيث ترفض الأجيال الأقدم سنًا فكرة السلام مع بيونج يانج، في حين يرغب جيل الشباب في كسر ذلك الحاجز باعتبار البلدين أمة واحدة وشعب واحد مرتبط بروابط تاريخية وثقافية ولغوية مشتركة.
أدار الندوة السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق بحضور السفير يون يو تشول، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، والسفير ماساكي نوكي سفير اليابان، وسفير سنغافورة، والدكتور علاء فهمي وزير النقل الأسبق ورئيس جمعية الصداقة المصرية الكورية، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق، وعدد من الدبلوماسيين والباحثين والطلبة