يمر اليوم 76 عاما على ميلاد الفنان الكبير نور الشريف الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 28 إبريل من عام 1946، ليكون أحد مبدعى الفن المصرى وعمالقته الكبار الذين تركوا أعمالاً ورصيداً فنياً ضخماً عاش وسيعيش بعد وفاته للأبد وبصمة وتأثراً كبيراً فى وجدان الملايين من كل الأجيال نور الشريف الفنان المثقف المعجون بالموهبة ، والذى يمثل حالة خاصة فى الإبداع، ويتمتع بقدرات فنية هائلة، يمكنه من خلالها تقمص أى شخصية والتشبع بها وبملامحها وصفاتها وتجسيدها بعبقرية شديدة، وهكذا فعل فى معظم أدواره، ليصل بصدقه وفنه إلى قلب وعقل المشاهد ويرسخ فى وجدانه إلى الأبد، حيث جسد نور الشريف مئات الأدوار المتنوعة، بين الشاب المستهتر، والرجل الناضج، وتاجر المخدرات، ولاعب الكرة، وابن البلد، والموظف، وسواق الأتوبيس، كما أبدع فى الأدوار الدينية والتاريخية ومنها هارون الرشيد وعمر بن عبدالعزيز وفى نهاية حياة الفنان الكبير نور الشريف تحدث فى أحد البرامج عن عدد من أعماله ومشاهده التى يعتز بها.
وقال الفنان الكبير، وقد بدت عليه آثار المرض أنه يرى أن مسلسل عمر بن عبد العزيز هو أهم عمل قدمه على الإطلاق على مدار تاريخه الفنى.
وتحدث نور الشريف عن المشهد الأخير من المسلسل بتأثر شديد حتى كاد يبكى، قائلا: "والله لما بشوف مشهد الوفاة عندما يذاع بأبقى مندهش، مين ده، مهما كنت دارس، مهما كنت موهوب وعندى خبرة، أرى أن مشهد النهاية فى مسلسل عمر بن عبدالعزيز فيه لحظة تنوير ربانى، فى اللحظة التى يرى فيها عمر بن عبدالعزيز جده عمر بن الخطاب وكل الصحابة اللى سبقوه وهو فرحان إنه هيروح لهم".
وتابع:" فى المشهد أنا فاتح عينى والدموع نازلة، وفى فن التمثيل لما تكون الدموع عصية الفنان بيضغط على عينه شوية علشان الدموع تنزل، لكن فى المشهد ده أنا عينى مفتوحة والدموع تنساب مش عارف إزاى، بجد لحظة تنوير ربانى".
وتحشرج صوت الفنان الكبير نور الشريف، وهو يتحدث عن هذا المشهد قائلا: "الأعمار بيد الله، وأتمنى يوم ما أموت يذيعوا المشهد ده".
ويظهر فى هذا المشهد عمر الشريف مجسدا شخصية عمر بن عبد العزيز، خامس الخلفاء الراشدين، وهو يحتضر مرددا الآية الكريمة من سورة القصص: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين" صدق الله العظيم