كتب حسن امام /
نفى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أي علاقة لبلاده مع جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا أن سياسة بلاده هي الجمع بين أصحاب الأراء المتباينة.
وردا على سؤال في حوار مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، نشرته الأربعاء، عن علاقة قطر بالإخوان المسلمين، قال الأمير :"هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية".
وأكد الشيخ تميم بن حمد أن قطر دولة "منفتحة ويمر عليها عدد كبير من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة"، مستدركاً "لكننا دولة ولسنا حزباً، ونتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية".
وعن علاقات بلاده مع الجيران بعد أزمة 2017 قال الأمير تميم: "لا أود الحديث عن الماضي، بل نريد أن نتطلع إلى المستقبل. فنحن نمر بمرحلة جديدة تسير فيها الأمور نحو الاتجاه الصحيح. ندرك أن وجهات النظر قد تتباين أحياناً، ونستعد للمستقبل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر أساسي لإطلاق إمكانات الشباب في المنطقة. وحدتنا وتعاوننا أمران مهمان للعالم أجمع، ويمر مجلس التعاون الخليجي بمرحلة تعاف بعد صدمة كبيرة واضطرابات، لكننا اليوم نسير في المسار الصحيح".
وعن التوتر بين الولايات المتحدة والصين، قال أمير قطر: "لا نريد أن نرى العالم منقسماً بين قوتين عظميين لأن ذلك سيشكل خطرا كبيرا. لكني لا أعتقد أن ذلك يحصل في الوقت الحالي، وآمل ألا يحصل أبدا. فدولة قطر حليف مهم للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بشكل عام، لكن الصين هي المستورد الأول للغاز الطبيعي المسال القطري.
وحول رؤيته للمنطقة العربية، وما إن كانت عرضة لانتفاضات جديدة على غرار 2011، قال أمير قطر للمجلة الفرنسية: "ما زالت الجذور العميقة المسببة "للربيع العربي" موجودة للأسف، مثل الفقر والبطالة، والخريجين العاطلين عن العمل، هل وجدنا الحلول لهذه المشاكل؟"، وأجاب: "كلا، بل تفاقمت. وإذا لم نجد الحلول، فستتكرر الأحداث التي أدت لها هذه الأسباب في المقام الأول".
واعتبر الأمير أن "الطريقة الأمثل لتفادي الاضطرابات في المستقبل هي تنفيذ الإصلاحات بشكل تدريجي". وقال: "يتعين علينا أن نعطي شعوبنا أملاً حقيقياً وليس مجرد كلمات، وأن نؤمن الوظائف والفرص، وأن نسمح للشباب بالتعبير عن آرائهم واختلافاتهم".
وحول دور الوساطة الذي تلعبه قطر، قال، إن "الجمع بين الأطراف من أصحاب الآراء المتباينة هو جزء من سياستنا. وفيما يتعلق بطالبان، فقد اضطلعنا بدور الوسيط تجاوباً لطلب أصدقائنا الأمريكيين، استمرت المفاوضات لسنوات، وشهدت تقلبات عديدة، ولا شك أن ما حصل العام الماضي لم يكن متوقعاً. لكن وبشكل عام، تعاونا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا".
وتابع "وفيما يخص الشأن الإيراني، لم نتلق طلباً بشكل رسمي، لكننا على تواصل مستمر مع حلفائنا الأمريكيين ومع الإيرانيين على حد سواء، لأن إيران دولة مجاورة. من واجبنا ومصلحتنا أن نقوم بكل ما في وسعنا لجمع الأطراف معاً وتشجيعهم على التوصل إلى تسوية سلمية، نحن لا نضع حدوداً أمام أنفسنا عند اختيار أطراف الحوار شريطة إيمانهم بالتعايش السلمي، لكننا لسنا مستعدين للتحاور مع من يعارض ذلك، ولسنا مستعدين بطبيعة الحال للتحاور مع الإرهابيين والجماعات العنيفة".