اختتم وفد الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين برئاسة المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للمجلس، زيارةً موسعةً لجمهورية العراق، استغرقت ٤ أيام، التقى خلالها عددًا من المسؤولين والقيادات الدينيَّة والمجتمعيَّة في بغداد والنجف وأربيل، وذلك بهدف تعزيز التواصل الفعَّال مع كافة مكونات الشعب العراقي؛ انطلاقًا من دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، لتعزيز الحوار الإسلامي الإسلامي.وخلال الزيارة استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأمينَ العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، ووفدَ الأمانة العامة للمجلس، بالعاصمة بغداد؛ حيث أشاد رئيس الوزراء العراقي بالجهود الكبيرة التي يقودها مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وجهودِ فضيلته في مكافحة التطرف وتوحيد صفِّ الأمة، فيما أَعربَ الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، عن تقدير المجلس للشعب العراقي الواحد بكافة مكوِّناته، مؤكدًا أن الفترةَ المقبلةَ ستشهد مزيدًا من التعاون بين مجلس حكماء المسلمين والمؤسسات العراقية التي تمثل كافة مكوِّنات الشعب العراقي من خلال برامجَ متنوعةٍ ومشاريعَ مشتركةٍ من أجل تعزيز الأخوَّة الدينيَّة والتعايش الإنساني محليًّا ودوليًّا.
كما التقى الوفدُ عددًا من علماء أهل السنة بالعراق بدعوة من د. مشعان الخزرجي، رئيس ديوان الوقف السني؛ حيث تمَّت مناقشة أهم القضايا والتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية. وزار وفد مجلس حكماء المسلمين المجمع الفقهي ورابطة علماء العراق؛ حيث التقى فضيلة الشيخ العلامة د. أحمد حسن الطه، كبير علماء المجمع، وعددًا من فقهاء المجمع، في جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان ، كما زار الوفد رابطة علماء العراق والتقى سماحة الشيخ الدكتور حامد عبد العزيز الشيخ حمد وعددًا من العلماء؛ حيث أعرب الوفد عن تقديره لفقهاء وعلماء العراق عبر التَّاريخ ودورهم في إثراء الفكر الإسلامي ونشر علوم الدين والحرص على لمِّ الشمل ووحدة المسلمين.
وفي النجف التقى وفد الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين عددًا من علماء الحوزة العلمية بالنَّجف، في دار العلم للإمام الخوئي، بدعوةٍ من سماحة السيد جواد الخوئي؛ حيث تمَّتْ مناقشة أبرز التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وسبل رأب الصدع، وإعلاء روح الأخوَّة الدينية، وأهمية التعاون المشترك والتفاهم بين أبناء الدين الواحد، كما التقى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين والوفد المرافق له سماحة السيد عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الأعلى سماحة السيد علي السيستاني ووكيله المعتمد؛ حيث أكَّد المستشار عبد السلام أن الدعوة الصادقة التي وجَّهها فضيلة الإمام الأكبر أ .د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، لجميع الطوائف الإسلامية بالمسارعة إلى عقد حوار إسلامي إسلامي، هي جوهر رسالة مجلس حكماء المسلمين، وهي السبيل لوحدة الأمة ولمِّ شملها، معربًا عن تقدير مجلس حكماء المسلمين لجهود سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني وحرصه على توحيد الصف العراقي شعبًا واحدًا.
من جانبِه، رحَّبَ الكربلائي، بوفد مجلس حكماء المسلمين، مؤكِّدًا أن هذا اللقاء هو خطوة في طريق ترسيخ العلاقات السنيَّة الشيعيَّة، وفتح قنوات للحوار عابرة للحدود، وأنَّ هذه اللقاءات تعكسُ احترام وتقدير المؤسسات الدينية الرسمية لبعضها البعض، كما نقل تحيات المرجع السيستاني لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين.
وفي مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق التقى وفد مجلس حكماء المسلمين وزيرَ الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان، بيشتوان صادق؛ الذي أعرب عن تقديره للدور الذي يقوم به المجلس في تعزيز التعايش الإنساني ونشر قيم الحوار وتصحيح المفاهيم المغلوطة، كما التقى الوفد رئيسَ اتحاد علماء كردستان العراق ومجموعةً من الشخصيات الممثلة لعددٍ من المكونات الدينية في إقليم كردستان، والمطران بشارة متى أسقف الكنيسة الكلدانية، والمطران مار نيقوديموس داود رئيس أبرشية السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كردستان، وعددًا من القيادات الدينية والمجتمعية؛ بهدف التأكيد على دور قادة الأديان في تعزيز التعايش الإنساني.
كما التقى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق، الكاردينال مار لويس ساكو؛ حيث أشاد الأمين العام بالدور الوطني لمسيحيي العراق؛ باعتبارهم جزءًا أصيلًا من مكونات الشعب العراقي، وأعرب الكاردينال ساكو عن تقديره الكبير لجهود مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في نشر قِيَمِ الحوار والتعايش السلمي، مؤكدًا أن العلاقة القوية التي تجمع فضيلة الإمام الطيب وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، من شأنها أن تذلِّل كثيرًا من الصعاب من أجل صناعة سلامٍ حقيقيٍّ تنعمُ به البشرية جمعاء.
وفي ختام الزيارة أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، أنَّ هذه الزيارةَ تمثل نقطة انطلاق لحوارٍ جادٍّ وفعَّال مع كافة مكونات الشعب العراقي في ضوء دعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين للمِّ شمل الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أنَّ الزيارة استهدفت بناءَ جسور للتواصل الفعال؛ تمهيدًا لحوار بنَّاءٍ يُسهمُ في تأسيس مرحلة جديدة من التفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية، وصياغة المحددات الرئيسة؛ التي يمكن أن ينطلق منها الحوار والتعاون المشترك، فيما أعرب عبد السلام عن سعادتِه بما يشهده العراق بتاريخه العريق وحضارته الشامخة من تطوراتٍ إيجابيَّة كونه يمثل ركيزةً أساسيةً لأمتنا العربية والإسلامية.نقلا عن الاهرام