احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والثالثة عالمياً في تصنيف الأسواق الناشئة، وذلك وفقاً لمؤشر ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2023 الصادر عن شركة الاستشارات الإدارية «كيرني».
وأفادت الشركة في بيان صادر اليوم، بأنه للمرة الأولى منذ إنشائه قبل 25 عاما، يوفر المؤشر تصنيفاً حصرياً لتمكين قادة الأعمال من استشراف الأسواق الناشئة الأكثر جذبا للمستثمرين.
ووفقا للمؤشر، تمكنت الإمارات من تحقيق الصدارة إقليميا، بينما جاءت عالميا بعد كل من الصين والهند، كنتيجة للنمو القوي الذي شهدته الدولة العام الماضي، وتعزيزها لبيئة أعمال جاذبة للاستثمار، فضلاً عن قدراتها في مجالي التكنولوجيا والابتكار.
وأوضح أنه في عام 2022، وصل النمو في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى نسبة مرتفعة بلغت 7.9%، في حين عانت العديد من الدول من ضعف النمو في ناتجها المحلي عقب مرحلة الازدهار الاقتصادي التي جاءت بعد جائحة كورونا عام 2021.
ولفت المؤشر إلى أنه من المتوقع أن يستمر اقتصاد الإمارات بالنمو بوتيرة ثابتة في عامي 2023 و2024، بمعدلات نمو تصل إلى 3.2% و4.8% على التوالي.
وقال الشريك في المعهد الوطني للتحولات - كيرني الشرق الأوسط، رودولف لومير، إن «الإمارات تتمتع بميزات تنافسية تجعلها خياراً جاذباً للمستثمرين، لاسيما بعد إطلاق أجندة دبي الاقتصادية (D33) بقيمة 8.7 تريليونات دولار والتي تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار وترسيخ مكانة دبي العالمية كمركز عالمي رائد للأعمال».
وأضاف: «إن حكومة دولة الإمارات تلتزم بتنويع الاقتصاد وتعزيز بيئة الأعمال، مما يشكل محركاً أساسياً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية ومواكبة التطورات السريعة التي تحدث في العالم».
إلى ذلك، حصلت دول مجلس التعاون الخليجي على مراكز متقدمة في تصنيف الأسواق الناشئة؛ حيث احتلت قطر المرتبة الرابعة عالمياً، فيما جاءت السعودية في المرتبة السادسة في التصنيف العالمي.
وعلى صعيد دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتلت مصر وتركيا والمغرب المرتبة 14 و15 و16 في تصنيف الأسواق الناشئة على التوالي.
ويعكس التقرير الصادر عن «كيرني» التفاؤل الحذر للمستثمرين في ما يخص الاقتصاد العالمي، حيث أظهرت دراسة للشركة أن أكثر من ثلاثة أرباع (82%) من المستثمرين قالوا إنهم يخططون لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الثلاث المقبلة، فيما أشار 86% منهم إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر هو الأكثر أهمية بالنسبة لهم؛ إذ يزيد من أرباح شركاتهم ويعزز قدرتها التنافسية في السنوات الثلاث المقبلة.
وقال المدير الإداري لمجلس سياسة الأعمال العالمية في «كيرني» والمؤلف المشارك للدراسة، إريك بيترسون، إن «على الرغم من أن المستثمرين يظهرون تفاؤلهم بشأن توقعات الاستثمار الأجنبي المباشر، إلا أن نتائج هذا العام تعكس بعض مخاوفهم المتعلقة بالاستثمار».
وأضاف أن «المستثمرين أشاروا إلى أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالميا، وزيادة التوترات الجيوسياسية، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي في بعض الأسواق الناشئة تعتبر من بين عوامل الخطر الرئيسة على مدى السنوات الثلاث المقبلة».
يشار إلى أن مؤشر الثقة في الاستثمار الأجنبي الصادر عن مؤسسة الاستشارات الإدارية «كيرني»، يعتبر مسح سنوي تجريه الشركة لكبار المديرين التنفيذيين ورواد الأعمال في العالم، والذي يساعد على تصنيف الأسواق التي من المرجح أن تجتذب أكبر قدر من الاستثمار في السنوات الثلاث المقبلة.
وعلى عكس مصادر البيانات التي تقتصر على النظر إلى الماضي فقط للإشارة إلى تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، فإن مؤشر الثقة في الاستثمار الأجنبي يوفر بيانات مستقبلية وتحليلا استشرافيا للأسواق التي يستهدفها المستثمرون للاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات المقبلة.