يعد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها أحد أشهر مساجد القاهرة، وقد شهد المسجد منذ إنشائه عمليات توسعة وتطوير عديدة
والسيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجدتها لأمها السيدة خديجة بنت خويلد أولى أمهات المؤمنين، وهي شقيقة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (رضي الله عنهم أجمعين).
مولدها: ولدت في السنة السادسة للهجرة بالمدينة المنورة، سماها النبي (صلى الله عليه وسلم) زينب إحياء لذكرى خالتها زينب التي توفيت في السنة الثانية للهجرة.
نشأتها: نشأت السيدة زينب في رعاية جدها (صلى الله عليه وسلم) حتى انتقل إلى جوار ربه تعالى، ثم انتقلت أمها السيدة فاطمة الزهراء أيضًا بعد ستة أشهر، فأصيبت الفتاة الصغيرة مأساة الموت مرتين في أعز الناس لديها وأحبهم إليها.
وقد أوصتها أمها وهي على فراش الموت بأخويها (الحسن والحسين) بأن تكون لهما أمًّا بعدها فكانت تلقب بعقيلة بني هاشم.
زواجها: شارفت السيدة زينب سن الزواج فاختار لها أبوها ابن عمها عبد الله بن جعفر زوجًا لها، وكان معروفًا بمكانته العالية في بني هاشم وبني أمية، وأنجبت منه ثلاثة بنين هم: (جعفر، وعلي، وعو ن الأكبر)، وبنتين هما: (أم كلثوم - وأم عبد الله).
مكانتها العلمية: نشأت في بيت العلم والنبوة، وكانت تشبه أباها علما وتقى، وأمها لطفًا ورقة، وكان لها مجلس علمي حافل تقصده النساء للتفقه في الدين.
وفاتها: كانت مقيمة في المدينة المنورة، ثم رحلت إلى مصر فوصلت في شعبان سنة (61هـ)، واستقبلها والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري وجموع المسلمين من المصريين حتى وصلت إلى الفسطاط، وأقامت قرابة عام في دارة حتى قضى نحبها سنة (62هـ) (رضي الله عنها).
مسجد السيدة زينب: يعد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، ويقع المسجد بالقاهرة في الميدان المسمى باسم الجامع ميدان السيدة زينب وكان يسمى الميدان قبل ذلك بقنطرة السباع، وقد تم تجديد المسجد في عهد الوالي: علي باشا سنة (951هـ - 1547م) ثم أعيد تجديده في عهد الأمير: عبد الرحمن كتخدا سنة (1170هـ - 1768م).
وقد أقامت وزارة الأوقاف سنة (1940م) المسجد الموجود حاليًا، ويتكون من سبعة أروقة موازية للقبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، ويقابل القبلة قبة ضريح السيدة زينب، وفي الواجهة الشمالية مدخلان رئيسان.
وتم إضافة مساحة 17 × 32م إلى المسجد الأصلي، وفي سنة (1969م) أضيفت مساحة مماثلة تمامًا للمسجد الأصلي، وفي الواجهة الغربية يوجد مدخلان أحدهما يتوسط التجديد الأول، والآخر في التجديد الثاني (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون تأليف الدكتورة/ سعاد ماهر محمد طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية).
• وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تم توسعة مساحة المسجد توسعة كبيرة ثم تطويره على هذه الصورة التي تليق ببيوت الله (عز وجل) وبجمهوريتنا الجديدة.