قال الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن السيدة العذراء مريم تحظى بمكانة راسخة في قلوب جميع الناس، شرقا وغربا، مسيحيين ومسلمين.
واستعرض الأنبا إرميا قصة ميلاد السيد المسيح، بدءا من البشارة للسيدة العذراء، وطاعتها وتسليم مشيئتها إلى الله، ثم ميلاد السيد المسيح، ورحلة مجيئهم إلى مصر فيما يعرف برحلة العائلة المقدسة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الأنبا إرميا على هامش معرض رحلة العائلة المقدسة الذي يستضيفه لقاء ريميني بإيطاليا بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الأرثودكسي في الفترة من ٢٠ إلى ٢٤ أغسطس، بدعوة من الدكتور برنارد شولز رئيس مؤسسة اللقاء للصداقة بين الشعوب بمدينة ريمني، وحضور الدكتورة السندرة فيتيس مديرة المعرض، والدكتور وائل فاروق أستاذ اللغة العربية بالجامعة الكاثوليكية بميلانو.
ونوه رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي إلى المكانة الدينية التي تحظى بها مصر، مشيرا إلى أنها البلد الوحيد في العالم الذي احتضن الانبياء، فقد جاءها إبراهيم ، ويعقوب وبنيه، ويوسف الصديق، وولد بها موسى النبي، وعاش بها بنو إسرائيل حوالي ٤٠٠ سنة، وصاهر سليمان الحكيم فرعون وتزوج ابنته، واستشهد بها إرميا النبي، وقبره موجود في مدينة المحلة الكبرى.
وتابع قائلا ،إن العائلة المقدسة زارت هذا المكان، وأمضت في سمنود بضعة أيام، وباركت مريوط ووادي النطرون، وأخذت مركبا من المعادي وقد وجد هناك الكتاب المقدس طافيا على مياه النيل عام ١٩٧٦.
وأشار الانبا إرميا في كلمته التي حضرها حشد من زوار لقاء ريميني إلى أن السيدة العذراء مريم نالت بركات السماء، فقد كانت مثالا للطهارة، والنقاء، والثقة الكاملة في الله، ولم ولن تكون هناك أمرأة مثلها، تقدسها المسيحية، ويكرمها الإسلام في القرآن.
واختتم الأنبا إرميا حديثه بالإشارة إلى عمق العلاقات الإسلامية المسيحية في مصر، مدللا بالعلاقات الوثيقة مع الازهر، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، وتجربة بيت العائلة المصرية الذي يشغل الأمين العام المساعد له، ووثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في أبو ظبي عام ٢٠١٩.
وشهد المعرض الذي يتم الإعداد له منذ ٩ أشهر إقبالا كبيرا من المواطنين الإيطاليين، الذين أكدوا رغبتهم في القدوم إلى مصر وزيارة مسار العائلة المقدسة، حيث تم عرض فيلم "هروب العائلة المقدسة إلى مصر"، وهو مترجم للغة الإيطالية.
واستقبل الانبا إرميا علي هامش المعرض عددا من كبار الشخصيات العامة الثقافية والدينية الذين زاروا المعرض.
يذكر أن المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي انتج فيلما عن رحلة العائلة المقدسة، استغرق إعداده ما يقرب من ثلاث سنوات، وترجم إلى عدة لغات، من بينها الإيطالية، وقد عرض في معرض رحلة العائلة المقدسة في لقاء ريميني الدولي مقتطفات منه.